يشهد الاقتصاد العالمي تحولات متسارعة نحو تبني سياسات التنمية المستدامة، ما جعل المنتجات الإيكولوجية تحتل مكانة متقدمة في الأسواق الدولية، نظرا لما تتميز به من مواصفات تحافظ على البيئة وتستجيب لمتطلبات المستهلكين المتزايدة نحو المنتجات الطبيعية والصديقة للبيئة. وفي هذا السياق، أصبحت الدول تتسابق لتطوير منظوماتها الإنتاجية وفق معايير الاقتصاد الأخضر، بما يضمن تنافسية منتجاتها في الأسواق الخارجية ويساهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وفي الجزائر، يعد تنويع الاقتصاد الوطني من أبرز التحديات المطروحة، خاصة في ظل الاعتماد التقليدي على قطاع المحروقات كمصدر رئيسي للعائدات المالية. ومع التغيرات الجيو-اقتصادية العالمية، برزت الحاجة الملحة إلى دعم الصادرات خارج قطاع المحروقات، من خلال تطوير منتجات وطنية ذات قيمة مضافة عالية وقادرة على المنافسة في الأسواق الدولية. ومن بين أهم القطاعات الواعدة، يبرز قطاع المنتجات الإيكولوجية، التي تشمل المنتجات الفلاحية البيولوجية، والصناعات التقليدية المستدامة، والمنتجات الطبيعية المستخرجة من الموارد المحلية، والتي يمكن أن تلعب دورا أساسيًا في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز حضوره في الأسواق العالمية.
غير أن النفاذ إلى الأسواق الدولية والترويج الفعال لهذه المنتجات يواجه جملة من التحديات، من بينها ضعف الوعي بأهمية التسويق الدولي، وعدم الإلمام بمتطلبات الأسواق الخارجية، إضافة إلى غياب استراتيجيات واضحة للترويج والتوزيع، وضعف الدعم المؤسساتي والسياسات التحفيزية لصالح المنتجين والمصدرين. كما أن المنافسة الشديدة مع الدول الرائدة في هذا المجال تتطلب تطوير معايير الجودة، وتعزيز الابتكار، وتكييف المنتجات الوطنية مع المعايير البيئية والاقتصادية المطلوبة عالميا.
ففي ظل التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة، كيف يمكن تعزيز تنافسية المنتجات الوطنية الإيكولوجية في الأسواق الدولية؟ وما هي أنجع استراتيجيات التسويق الدولي التي يمكن اعتمادها لترقية الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات؟ وما هي التحديات والعوائق التي تعترض هذا التوجه، وكيف يمكن تجاوزها لتحقيق نجاح مستدام في الأسواقالخارجية؟
